الدريوش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا و سهلا بكم في الدريوش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mourad.dima.nachat

mourad.dima.nachat


عدد الرسائل : 101
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح Empty
مُساهمةموضوع: المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح   المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح I_icon_minitimeالسبت مايو 10, 2008 9:53 am

المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح Rabi3_12المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح ويجد الشارع غارقا في الأزبال والنفايات والروائح الكريهة وعندما يجلس أمام الورقة يكتب بأن المجلس البلدي للمدينة يقوم بواجه على أكمل وجه ، وأن المدينة نظيفة ونقية أكثر من النقاوة نفسها . ولا يمكنه أن يسمع جاره المسكين وهو يشتكي من ضياع حقوقه في المحكمة لأنه لا يملك ما يكفي من المال لدفعه لسعادة القاضي كرشوة ، ويكتب بأن قضاة محاكم بلدنا يحكمون بالعدل والقسط مثلما كان عمر ابن الخطاب رضي لله عنه يفعل في عهده . المواطن الذي يحب بلده لا يمكنه أن يزور المستشفى العمومي ويرى بعينيه مأساة المرضى الجاثمين على الأسرة المتعفنة مثل جثت هامدة دون أن يلتفت إليهم أحد ، ويكتب بأن وزارة الصحة تقوم بعملها على أكمل وجه ، وأن مستشفيات المملكة لا فرق بينها وبين مستشيات سويسرا . المواطن الذي يحب بلده لا يمكن أن يدخل إلى مكتب رئيس المقاطعة من أجل الحصول على وثيقة إدارية تافهة ويستعمل معه لغة سير واجي كي يرغمه على دفع الرشوة وعندما يخرج من عنده يكتب بأن آخر شيء يمكن العثور عليه في المغرب هو الرشوة . المواطن المغربي الذي يحب بلده لا يمكنه أن يمر أمام المصانع المصطفة خارج المدينة ويرى مئات العمال البسطاء يخوضون احتجاجات ضد تسريحهم من العمل بدون وجه حق وبدون أي تعويضات ، ويرى عشرات الشباب يحترقون بلهيب الشمس وسط الموقف بحثا عن لقمة العيش دون أن يجدوها ، ويرى عشرات الدكاترة المعطلين يعتصمون أمام البرلمان بشارع محمد الخامس في الرباط دون أن يضع الأرقام التي تتحدث عن انخفاض البطالة التي تتحفنا بها الحكومة أمام مجهر الشك . المواطن المغربي الذي يحب بلده لا يمكن أن يرى الصحافيين الشرفاء يساقون إلى المحاكم وفي أيديهم أصفاد حديدية مثل المجرمين لأنهم يفضحون المسؤولين أمام الرأي العام ، ويكتب بأن المغرب توجد فيه حرية تعبير كتلك التي في الدانمارك . مثلما لا يمكن للمواطن المغربي الذي يغار على بلده أن يرى كيف أن الأراضي العمومية توزع بعشرات الهكتارات على أفراد حاشية الملك دون أن يحرك هذا الأخير ساكنا ، ويكتب بأن النظام المغربي نظام ديمقراطي مثل النظام البريطاني .
فلماذا تريدوننا إذن أن نكون منافقين ونزور الحقائق كما زور الحسن الثاني نتائج كل الإنتخابات التي جرت طيلة فترة حكمه التي امتدت ثمانية وثلاثين عاما كاملا ، ولماذا تريدون أن نقدم المغرب في صورة جنة خضراء تجري من تحتها الأنهار بينما هو في الحقيقة جحيم يكتوي الشعب بنيرانه الحارة كل يوم .
الذين يكتبون عن المغرب بشكل سلبي وينتقدون كل شيء فيه بقسوة وحدة وعنف ليسوا أعداء لهذا الوطن ، ولا يمكن أن يكونوا كذلك أبدا . الأعداء الحقيقيون لبلدنا معروفون ، هم أولائك الذين تجدهم على استعداد دائم لتغيير لون ضمائرهم الميتة مثلما تغير الحرباء لون جلدها بلا مشاكل . هم أولائك الذين لديهم أقلام بألوان مختلفة تمكنهم من اختيار القلم المناسب ليصير منسجما مع لون معاطف أسيادهم الذين يكتبون باسمهم . أعداء هذا الوطن هم أولائك الذين يستطيعون تحويل الباطل إلى حق والحق إلى باطل بجرة قلم واحدة دون أن يحسوا بتأنيب الضمير ، ومن دون أن يقترب الأرق والكوابيس المزعجة من عيونهم بعد منتصف الليل . أعداء هذا الوطن هم أولائك الذين عندما تشرع في قراءة السطر الأول من كتاباتهم السخيفة تشعر وكأنك تعاني من انفصام الشخصية أو الجنون ، بسبب أن الواقع الذي تراه أمامك بعينيك اللتين لا تكذبان يقول شيئا ، وهم يقولون عكس ما يقوله الواقع . أعداء الوطن الحقييون هم أولائك الذين يرفضون باستماتة غريبة أن يتقدم هذا الوطن ولو خطوة واحدة إلى الأمام ، لأن في ذلك خطرا كبيرا جدا وتهديدا شاملا لأقلامهم المليئة بأرخص أنواع الحبر . الأعداء الحقيقيون لهذا الوطن هم أولائك الذين كلما سطعت شمس الحقيقة يضعون النظارات السوداء السميكة على عيونهم العوراء في انتظار أن يسقط الظلام كي يزوروا الحقائق بأقلامهم البئيسة وينشروها في اليوم الموالي . الأعداء الحقيقيون لهذا الوطن معروفون جدا ، سيماهم على وجوههم وعلى أقلامهم أيضا ، والذين يحبون هذا الوطن ويذوبون في عشقه إلى حد الجنون معروفون أيضا ، وهم بدورهم سيماهم على وجوههم وعلى أقلامهم الشريفة . يكفي فقط أن يفتح الواحد عينيه قليلا ويختار الصف الذي يناسبه بكل هدوء وراحة ضمير ، فغدا أو بعد غد أو في يوم من الأيام ، سيسقط أعداء وطننا واحدا تلو الآخر كما تسقط أوراق الأشجار الصفراء مع بداية أولى أيام الخريف ، وستظل الأقلام التي يلصقون بها اليوم تهمة العمالة والتيئيس والتشكيك شامخة مثل جبال شاهقة ، فالزمن في نهاية المطاف وحده الكفيل بالفصل بين الحق والباطل ، وبين الحقيقة والبهتان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المواطن الذي يحب بلده لا يمكن مثلا أن يخرج من بيته في الصباح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما هو السبب الذي ألحق الهزيمة بفريق السعادة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدريوش :: الريف :: صورة اليوم-
انتقل الى: